Saturday, November 25, 2006



يرى الموقعون على هذا البيان أن الأزمات المتكررة التي يثيرها بعض جماعات الإسلام السياسي كلما قال أحد رأيا مخالفاً لهم أو طرح تصورات مختلفة عنهم، إنما هي أزمات خطيرة يجب أن نتساند جميعا في مواجهه صانعيها وضد ما يهدفون إليه، إن تلك الجماعات تسلك هذا السلوك ساعية إلى أهداف سياسية واضحة قائمة على امتلاك المجتمع وانتزاع الدولة، وهى تفعل ذلك رافعة خطاباً أو قناعاً دينياً زائفاً يهدد الجوهري في الدين ذاته، لأن ما هو جوهري في الدين مبنى على الحرية والتسامح والاجتهاد، وحين يحولون العقيدة إلى مؤسسة تصادر وتنقع وتنفى فإنما يقوضون دعائم دين حضاري، فضلا عن تقويض الأسس التي بنت عليها مشاريع النهضة المصرية، وهم في كل ذلك يفتعلون تصارعاً وهمياً بين العقيدة وحرية التعبير في قضايا خلافية بطبيعتها لا تمس الأصول ولا الثوابت، فلم يكن الحجاب يوماً من أصول العقيدة ولم يكن أبدا من ثوابت المجتمع، وهم يسعون إلى تحويله إلى قضية هوية، وكأن الهوية غطاء رأس والثوابت حجاب على شعر المرآة.
أن هذه الأزمات المتكررة بطرق متشابهة وبشكل دوري تنم على تخطيط منظم يسعى إلى إشاعة فقه المصادرة والتحريم، بحيث تصبح حرية التعبير خروجاً عن الإجماع، وحق التفكير نشوزاً عن الجماعة، وتسود بالتالي محاكم التفتيش وتعلو منصاتها الدموية ويدخل الوطن إلى كهف التخلف والجمود، وتصبح هبه العقل مصادرة لحساب شيوخ الفتنة وفقهاء المماليك الجدد. إن ما حدث أمس بمجلس الشعب يعد يوماً تاريخياً لان التحالف المتولد من هذه الأزمة المصطنعة بين نواب الأغلبية المزعومة والجماعات المحظورة يدل على عمق التحالف بين الفساد والأصولية، فأن يتعانق نواب الأغلبية مع نواب جماعة محظورة متفقين أخيرا وافقت على مصادرة حرية التعبير وحق الاختلاف، فان الوطن كله يصبح مشهداً في عرض عبثي.
أن الموقعين على هذا البيان يناصرون المثقف ويناصرون حقه في التفكير والتعبير ليس باعتباره مسئولا أو وزيرا، وإنما باعتباره مواطنا من حقه أن يفكر وأن يعبر عن رأيه دون مصادرة أو إرهاب فكرى أو محاكم تفتيش، وهم يستندون في ذلك إلى قول مأثور بفقيه عالم حين قال: "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب". فاحتمال الصواب في كل فكرة وارد واحتمال الخطأ في كل رأى قائم، ولن تنهض الأمة إلا بالحرية والعقل والاختلاف والتعدد، وهى قيم ليست متعارضة مع الدين، وان تعارضت مع فقهائه وساسته الفاسدين.
الموقعون

1- شبل بدران
عميد كلية تربية – جامعة إسكندرية
2-يسرى حسان
شاعر
3- د. محمود نسيم
شاعر
4- مسعود شومان
شاعر وباحث
5- د. كمال نجيب
استاذ بجامعة الاسكندرية
6- د. محمد على الكردى
جامعة الاسكندرية

1 comment:

KING TOOOT said...

و كأن خلاص أتعشينا و شبعنا تمام
و بطون الكل بقت مليانه فراخ و حمام
و الشعب المغلوب أتبدل و صبح قدّام
نوابنا المغاوير العترة فاردين الأقدام
عاملين (كوردون) تأمين فكري و ماسكين الأعلام
بيعزبوا فينا و أهالينا بممنوع و حرام
مايشوفوا مشاكل حقيقية بلا كتر كلام
______________________
KING TOOOT
عندنا م الشعب ألاف ماتوا علشان جعانين
و وراهم ناس ماتت م البرد ودول ملايين
و معاهم كام مليون ماتوا م العيا و السل
و الأغرب بقى فيه ناس ماتول عشان متعالجين
و عجبي
________________________
KING TOOOT